نظرية التعلق

في المقدمة السابقة، شكا الكاتب "جون بولبي" صاحب نظرية التعلُّق من أن نظريته لم تلقَ بعد الاهتمام الكافي من المعالجين، كنظرية لفهم نموّ وتكوين الشخصية، وكذا الأمراض النفسية. أما الآن وقد مضى أكثر من خمسةٍ وثلاثين عامًا على صدور الكتاب، أصبح هناك اهتمامًا إكلينيكيًا وبحثيًا متزايدًا بهذه النظرية. نُشرَت حولَها الكثير من الأبحاث ونَشَرَت المواقع الالكترونية العديد من المقالات لتبسيط النظرية لغير المُتخصصين، بل ودخل مُصطلح أنماظ التعلّق الحصيلة اللغوية الدارجة للناس في القرن الحادي والعشرين لتفسير طبيعة الشخصية والسلوك والعلاقات الإنسانية. لكن الشهرة دائمًا ما تكون سلاحًا ذو حدّين، والتبسيط قد يكونُ مُخِلًّا. لهذا السِبَب شعْرتْ أنَّه من المفيد أن نعود للأصل، ونقدم النظرية كما كتبها صاحبها. لذلكَ أَقَدّمُ للقارئ العربيّ ترجمة وتلخيص (مع بعض التعليقات) لهذا الكتاب الذي يُقدم فيه "بولبي" النظرية بصورة مُبسَّطة. قبل ذلك قَدَّمَ "بولبي" النظرية في ثلاثة مُجلدات في السنوات 1969 و1972 و 1980 وهي بالترتيب (Attachment: Attachment and Loss) التَعَلُّق: التَعَلُّق والفُقد (Separation: Anxiety and Anger) الانفصال: القلق والغضب (LOSS: Sadness and Depression) و الفقد: الخزن والاكتئاب رأيتُ أن تقديم هذه المجلدات، بالإضافة لكونه مجهودًا كبيرًا يستغرق ربما سنوات، لن يكون من السهل بالنسبة للمعالجين (الذين اعترف "بولبي" أنهم لا يملكون الوقت الكافي) أن يُطالعوا هذه المجلدات الكبيرة، فضلًا عن العبء الاقتصادي الذي يُشَكِّلْه اقتنا ء مثل ذلك العمل الكبير. لذلك ربما يفي هذا الكتاب الذي أسميثة نظرية التعلَّق بالغرض السابق ذكره واسمه باللغة الإنجليزية (A Secure Base)