أنني أعتقد أن الكثير من الناس لا يدركون حتى أن تاريخ طفولتهم قد أثّر في حياتهم البالغة على تفكيرهم وأنماطهم السلوكية بطرق غير مثمرة؛ إنهم لا يدركون أن بعض ردود الأفعال العاطفية غير اللطيفة أو المدمرة التي في حياتهم البالغة إنما هي استجابات انعكاسية مفتعلة بواسطة التحديات البائسة التي حدثت في طفولتهم، إنهم لا يدركون أن قدرًا كبيرًا من حياتهم البالغة قد كُرّس لتكرار ديناميات الطفولة القبيحة في محاولة لإصلاح جراح الطفولة العميقة وأشواقها. لقد انحدروا إلى الاعتقاد بأنه لا قيمة لهم ولا لحياتهم على أية حال، غير مستوعبين أنهم يمتلكون القوة والاختيار لصنع حياة طيبة.
إن أحد أهم الأسباب التي تجعل العديد من الأشخاص وخاصة أولئك الذين يُعرّفون أنفسهم بأنهم ضحايا لشيء أو شخص ما في طفولتهم يجدون صعوبة في إيجاد الحل للمأزق الفوري، هو أنهم لا يقدّرون التأثير الكبير للسنوات الأولى من حياتهم على أسلوبهم الحالي في التفكير والشعور.