عُني الكتاب خصوصا بشمولية العرض، بحيث حرص على أن يضم هذا الكتاب أكثر الأغاليط رواجا، كما حاول في فصله الأول أن يعرّف المفاهيم المنطقية الأساسية لفهم ما يعرض من أغاليط، متجنبا افتراض أي خلفية منطقية، ومقللا ما وسعته السبل من الإسراف في استخدام الرموز.
أكثر من ذلك، حاول تطوير نسق في المنطق القضوي على نحو يمكن من التعامل مع الأغاليط الحملية التي يتضمن الكتاب عددا لا يستهان به منها.
تكمن الغاية الأساسية من دراسة الأغاليط في الدراية بسبل تنكبها، وكما يقر أحد الفلاسفة: فإنه لا يكفي أن نقول إن العقل البشري قاصر، بل يتوجب إشعاره بقصوره، ولا يكفي أن نقول إنه عرضة للخطل، بل يتوجب الكشف عن مواطن خطله، ولأن خير وسيلة لتفهم أي قاعدة منطقية أن نراها تخترق، فإن الدراية بالأغاليط تعين على الدراية بقواعد المنطق نفسها.