بقلم أحمد خيري العمري: عندما يكون الحنين بوصلتنا نحو النور.
ما الذي يجعلنا نقرأ كتابًا عن سيرةٍ نعرف كل تفاصيلها مسبقًا؟
ربما لأننا في كل مرة نعود إليها، نقترب أكثر من نبيٍّ لا يشبه أحدًا، ونجد في سيرته عليه الصلاة والسلام مرآةً لقلوبنا، نرى فيها ما تبقّى من النقاء والرحمة والإيمان.
يأخذنا الكاتب أحمد خيري العمري في كتابه "عندما طلع البدر علينا" في رحلة تأملية جديدة داخل السيرة النبوية، لا ليعيد سرد الأحداث، بل ليعيد اكتشاف المعنى الكامن وراءها.
فالسيرة هنا ليست ماضٍ نرويه، بل حاضرٌ نعيشه، وهويةٌ نلجأ إليها لنستعيد توازننا في عالمٍ مضطرب، نحاول فيه أن نتأكد أننا — رغم كل ما يحدث — ما زلنا بخير.
ملخص كتاب "عندما طلع البدر علينا"
يروي العمري السيرة النبوية بطريقة تربط التاريخ بالإنسان المعاصر، فيقدّمها من زاوية وجدانية وعقلانية في آنٍ واحد.
يتوقف عند اللحظات المفصلية في حياة الرسول ﷺ، لا ليستعرضها، بل ليُظهر كيف تتحول القصة إلى بصيرة، والحدث إلى درسٍ يعيد بناء الوعي والإيمان.
في كل مرة نقرأ عن السيرة نشعر بالمزيد من القرب منه عليه الصلاة والسلام، ونحن نحتاج دومًا إلى المزيد من ذلك. وربما لأننا نعرف أن هناك دومًا المزيد مما لم ننتبه له في المرات السابقة، وأن في كل مرة ثمة كنوز تخرج لم تكن قد اكتُشِفت بعد في المرات السابقة... وربما لأن السيرة أصبحت جزءًا منا، من ذاكرتنا وهويتنا، مهما بعدنا، ومهما قصرنا، ومهما وضعنا أقنعة مختلفة واستعرنا هويات أخرى، شيء ما في أعماقنا لا يزال يحمل بقايا هوية تماهت مع سيرته عليه الصلاة والسلام، نعود إليها دومًا كما لو لنتفقد الطفل النقي في داخلنا، كما لو لنتأكد من أنه في أمان. أمانه يعني أننا لا نزال، بطريقة ما، ولو بحد أدنى، بخير. أو ربما لأنهم يحاولون تشويهها بشتى الوسائل، فإننا نعود إلى سيرته عليه الصلاة والسلام لنتأكد من أنهم مهما حاولوا فإنهم لن ينالوا منها.
أهم الأسئلة الشائعة حول الكتاب
ما الذي يميّز هذا الكتاب عن غيره من كتب السيرة؟
أن العمري لا يقدّم سردًا زمنيًا، بل تجربة وجدانية وفكرية تربط القارئ برسول الله ﷺ على مستوى الشعور والفكر في آن واحد.
هل يناسب القارئ المبتدئ؟
نعم، فهو مكتوب بلغة أدبية سلسة وعاطفية، تُلامس القلب وتوقظ الفكر دون تعقيد.
ما الرسالة التي يتركها الكتاب؟
أن العودة إلى سيرة النبي ﷺ ليست تكرارًا، بل تجددٌ دائم للإيمان والهوية، وملاذٌ نلجأ إليه لنتأكد أن النور لم يُطفأ فينا بعد.
لماذا تقرأ "عندما طلع البدر علينا"؟
لأنه ليس كتاب سيرة فقط، بل رحلة في أعماق الذات المؤمنة، تذكّرك بأن ارتباطك بالنبي ﷺ هو جذر هويتك العميق، وأن في كل مرة تعود فيها إلى سيرته، تكتشف نفسك من جديد.