يعد مفهوم المخططات من المفاهيم الحديثة نسبياً في علم النفس، ولكنه أصبح مركز اهتمام العاملين في مجال علم النفس والطب النفسي، ويعكس اهتمام العلماء بالمخططات في دراساتهم وبحوثهم مدى أهمية المخططات وخصوصاً في عمليتي التشخيص والعلاج ويمكن النظر إلى المخططات على أنها تتمركز في أعماق تفكيرنا وبالتالي فهي تحتل جزءا كبيرا من حياتنا وسلوكياتنا ومشاعرنا، وتلك المخططات سواء أكانت إيجابية أو سلبية تؤدي إلى تغيرا جوهريا في تفكير الفرد ومشاعره وسلوكه وخاصة عندما تكون هذه المخططات لا تكيفية، فهي تسبب عجزا كبيرا في حياة الأشخاص، وتعكس الكثير من المشكلات والاضطرابات النفسية والسلوكية واضطرابات الشخصية، ولها النصيب الأوفر في نشأة واستمرارية تلك الاضطرابات.
ومن هذا المنطلق جاءت فكرة الكتاب لتقديم نظرة شمولية عن المخططات، وكيفية مواجهتها عن طريق علاج المخططات، وخاصة لدى ذوي اضطرابي الشخصية الحدية والنرجسية، بالتعرض لتلك المخططات المعرفية اللا تكيفية وتحديدها والعمل على استبدالها بمخططات أخرى أكثر إيجابية.