دع عالمك في الخارج.. اترك قوانينه.. لا يوجد هنا سوى قانون واحد.. من يدخل لا يخرج إلا بإذن سيد السراي.. لا تخشَ شيئًا.. أنتَ لستَ وحدك.. حتمًا ستعتاد النظام كما اعتاده من قبلك من الخدم”.
لم يُعر دياب تلك الكلمات كثيرًا من الاهتمام، لن يكون النظام أسوأ مما خلّفه وراءه. دخل السراي محملًا بتراب قريته البعيدة، انحشر بين قطيع الخدم في السوكاندو ورضي بالنظام، أراد أن يبدأ حياة جديدة، بعيدًا عن تركة الوباء الذي كاد أن يجتث بذرة أهله. وهناك، في سوكاندو السراي الضيق، وجد عالمًا آخر، وجد من ملكت عليه قلبه. وما إن أوشكت الحياة أن تبتسم له بعد طول عبوس، حتى أدرك أن الوباء الذي هرب منه قد تقفّى أثره إلى سراي الجابي.. حيث لا مفر من مواجهة الماضي.