تاليف: د. روس هاريس ترجمة: محمد الخطيب
من الشائع القول بأن العلاج بالقبول والالتزام علاجًا مربكًا ومحيرًا. ويذكر هذا الكتاب بضعة أسباب لذلك – فالنظرية المعرفية الأساسية التي يستند إليها هذا العلاج دقيقة من الناحية الفنية، كما أن أساليبه غير خطية. ولكن أعتقد أن هناك سبب آخر: العقل المنطقي لا يحب أن يزاح عن العرش. فهو يقاوم تغيير الخطة العقلية من حل المشكلات إلى العيش الحي.
يطالب العلاج بالقبول والالتزام العملاء أن يستكشفوا العالم بطريقة جديدة وذات معنى. في هذا العالم الجديد، يصبح جوهر الحياة أشبه بالتأمل في المنظر الجميل لغروب الشمس منه بحل مسألة رياضية. وتصير قائمة طويلة من الأشياء المستغربة ممكنة الحدوث:
- يمكنك التوجه نحو ألمك وستنفتح لك الحياة.
- يمكنك أن تتقبل الأفكار المتناقضة بوعي دون الإعلان عن الفكرة الرابحة لتجد بذلك اتساقًا وفهمًا كبيرين نتيجة لذلك.
- يمكنك ألا ترى لنفسك أي وزن، لتجد راحة بال كبيرة ومعنى للحياة لأنك فعلت ذلك.
- تجد ما تهتم به حقًا ماثلاً بين يديك في خضم ألمك أو فرحك أو إعجابك أو أصالتك.
الاختيار ممكن، حتى بينما يحاول عقلك جاهدًا تحويل الاختيارات إلى أقيسة منطقية. ما يجعل الرحلة ممكنة يكمُن في حيوية العيش التي تقدمه المرونة النفسية. هذه منارة للعملاء والمعالجين على حدٍ سواء، وذلك بمجرد أن تتغلب على ما يكفي من العوائق العقلية لرؤية تلك المنارة. وقد أعاد روس هاريس صياغة هذا الإصدار الجديد من كتاب تبسيط العلاج بالقبول والالتزام على نحو كامل ليتركز على أداة تساعد المعالجين على القيام به بسرعة وفعالية.