يعاني مرضى اضطراب الشخصية الحدية مشكلات في معظم جوانب حياتهم. لديهم مشكلات مع الحالة المزاجية المتغيرة باستمرار، ومشكلات في علاقاتهم بالآخرين، ومشكلات بسبب الهوية غير الواضحة، والسلوكيات المندفعة. إن اندلاع ثورات الغضب ووقوع الأزمات أمر شائع لدى هؤلاء المرضى، فعلى الرغم من حقيقة أن العديد من مرضى اضطراب الشخصية الحدية أذكياء ومبدعون، فإنهم نادرًا ما ينجحون في تنمية مواهبهم. إنهم لا يكملون تعليمهم غالبًا، ويظلون عاطلين عن العمل، وإذا عملوا، ففي مهن أقل بكثير من قدراتهم، كما أنهم معرضون لخطر محدق يتمثل في إيذاء النفس، وذلك عن طريق جرح أنفسهم و/أو تعاطي المخدرات. فضلًا عن كل ذلك فخطر الانتحار مرتفع لدى هؤلاء المرضى، حيث يموت ما يقرب من 10% منهم نتيجة محاولات الانتحار (Paris, 1993).
في هذا الكتاب، نستخدم معايير الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، الإصدار الخامس، الخاصة باضطراب الشخصية الحدية، من أجل تشخيص اضطراب الشخصية الحدية وليس تعريف التحليل النفسي الخاص باضطراب الشخصية الحدية (Kernberg، 1976، 1996؛ Kernberg، Selzer، Koenigsberg، Carr، Applebaum، 1989). يتضمن اضطراب الشخصية الحدية عددًا من اضطرابات الشخصية واضطرابات المحور الأول، ما يجعل تلك الاضطرابات واسعة النطاق بالنسبة لعلاج اضطراب الشخصية الحدية الموصوف هنا. وفقًا للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، الإصدار الخامس، على المرضى استيفاء خمسة من المعايير التسعة على الأقل، كما هو موضح في الجدول 1.1، كي يتم تشخيصهم باضطراب الشخصية الحدية. السمة العامة الأساسية لتعريف الدليل لهذا الاضطراب هي عدم الاستقرار، فضلًا عن تأثيره على مجالات العلاقات الشخصية والصورة الذاتية والمشاعر والاندفاع.